كثيرا ما نشتري هاتف جديدا أو سيارة أو شيء جديد أعجبنا، لكن سرعان ما نلاحظ وجوده عند كثير من الناس، أو تتعرف على شخص في حيك لم تراه مسبقا لكن بعد ذلك تصبح رأيتك له في كل مكان، أو تقرأ خاصية حول برج ما فتبدأ في ملاحظتها عند أصحاب هؤلاء الأبراج، فيدفعك لتصديق ما يزعم.
و في حالات أغرب، نتعرف على كلمة جديدة في لغة ما لم نكن قد سمعنا بها من قبل، طوال حياتنا، لكن سرعان ما نجدها تتكرر بشكل مفاجئ في الأيام القادمة. فما التفسير المنطقي لهذه الأحداث؟
إذا ما وقع معك يوم المثل ، فإعلم أنك تحت تأثير ما يسمى بوهم التكرار.
وهم التكرار هي ظاهرة تجعلك تشعر بكل شيء جديد على عقلك، سواء فكرت به فقط أم إشتريته أو (...) يتكرر أمامك بشكل غير عادي، مما قد يجعلك تفسرها بالصدفة.
الإسم الأول لهذه الظاهرة هو "بادر ماينهوف" ، و لا يعرف السبب الحقيقي وراء هذه التسمية، ف"بادر مانهوف" هي جماعة ألمانية شيوعية مسلحة، كانت تنشط بسرية في ألمانيا الغربية و كانت وراء مجموعة من الإغتيالات في سبعينيات القرن الماضي، ولكن هناك قصة تقول أن مكتشف هذه الظاهرة قد لاحظها مع إسم هذه العصابة، فبعد أول مرة سمع بها أصبح يلاحظ تكرار الإسم في عدة أمكنة.
أما إسم "وهم التكرار" -frequency illusion - فواضعه هو مختص اللغويات "أرثولد زويكي" سنة 2006، الذي صنفها بشكل علمي. قسمها "زويكي" إلى مرحلتين، الأولى مرحلة التركيز الإنتقائي و الثانيه هي الإنحياز التأكيدي.
التركيز الإنتقائي: و هي عندما يعلم دماغك عن نشاطاك و إهتماماتك الجديدة فيبدأ بالتركيز عليها بشكل تلقائي، فتلك الأشياء التي أصبحت تلاحظ ضهورها لأول مرة هي موجودة سابقا إلا أنها لم تكن داخل نطاق إهتمامات عقلك.
الإنحياز التأكيدي: و هو ميل الدماغ لإستكشاف النمط الجديد الذي تهتم به فقط دون سواه، ليلغي كل شيء اخر غير مرتبط به، مما يؤدي إلى تعرفنا عليها وسط المحيط بشكل زائد.
يتم هذا بشكل تلقائي عن طريق الدماغ بدون أن نفكر فيه أو نقصد تمييزه عن الباقي. فكل شيء بسبب و لا مجال للصدف.
و هكذا يستمر الدماغ البشري بإبهارنا في كل مرة بقدرة من قدراته الخارقة، ليسقط عنه تهمة الوجود بالعبثية.
لا تستغرب بعد الان إذا ما بدأت تظهر لك أشياء بشكل مكرر بعد أن تتعرف عليها للمرة الأولى و لا تستغرب أذا ما ظهرت لك مقالات بشكل مكرر في الأيام القادمة حول هذه النظرية، فهي ليست أكثر من ظاهرة "بادر ماينهوف".
تحية عالية لك ياأخي حمزة على هذه المعلومات .. فعلا عشت هذا الوهم وعجزت عن تفسيره .. ولكن ليس بعد الان .. شكرا لك :)
ردحذفشكرا لك اخي عبدالله . شرف كبيييير هادا
ردحذف